بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
الْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه
دُمُوْع عَلَى اعْتَاب رَحِيْلِك يَارَمَضَانـ ...
اسْتَقْبِلْنَاه بِالْدُّمُوْع ونُوْدَعَه بِالْدُّمُوْع
هَاهُو يُحْتَضَر بَيْنَنَا .. أَنْفَاسَه تَغِيْب شَيْئا فَشَيْئا
وَنَبَضَات حَيَاتِه بِقَدَر لَيَالِيْه الْقَادِمَه
دُوْنِكُم صُرَاخ الْمَآذِن وَنَحِيْب الْمَحَارِيْب وَدُمُوْع الْعَارِفِيْن
يَاوَيْح نَفْسِي مَالَّذِي نُهْدِيَه لَه عِنْد رَحِيْلِه
ذَهَب الْحَبِيْب بِإِشْرَاقَة لَيَالِيْه وَسَكِيْنَة نَهَارُه
تَنْسَاب أَنْهُرَا مِن الْتَّأَمُّل وَالْخُشُوْع
سَتَخْتَفِي لَامَحَالَة إِشْرَاقَة لَيَالِيْه الْعَطِرَة بِآَيَات الْلَّه وَدُعَاء الْخَاشِعِيْن
وَبُكَاء الْصَّالِحِيْن وَآَهَات الْمُحِبِّيْن وَإِنَابَة الْغَافِلِيْن
سَنَذْكُر الْسُّكُوْن الَّذِي خَالَج أَرْوَاحُنَا قُبَيْل الْإِفْطَار
سَنَبْكِي لَحَظَاتُه الَّتِي تَدَثَّر الْنُّفُوْس بِصَفَائِهَا الْعَذْب الْزَّلال
مُعَلِّمِنَا الْصَّامِت سَيَرْحَل بَعْد أَيَّام
عَاد رَمَضَان وِسْيَنْقَضِي وَهُو رَمَضَان
وَنَحْن عُدْنَا وَلَكِن لَيْس عَلَى مَانُرِيْد
فِيالَوعَة الْخَاشِعِيْن عَلَى فُقْدَانِه وِيُّالْحْرْقة الْمُتَّقِيْن عَلَى وَدَاعِه
هَاهُو رَمَضَان يَمْضِي ,, وَقَد شَهِدَت لَيَالِيْه أَنِيْن الْمُذْنِبِيْن
وَقَصَص الْتَّائِبِيْن وَعَبَرَات الْخَاشِعِيْن وَأَخْبَار الْمُنْقَطِعِين
كَم مِن قَائِم مَحْرُوم وَكَم مِن نَائِم مَرْحُوم
هَذَا نَام وَقَلْبُه ذَاكِر وَذَاك نَام وَقَلْبُه فَاجِر
سَيَرْحَل مُعَلِّمِنَا الْصَّامِت بَعْد تَوْزِيع الْشَّهَادَات عَلَى الْمُتَخَرِّجِين
مِن تَلَامِيْذِه مِن سَيَحْظَى بِأَعْلَى الْدَّرَجَات لِيَرْقَى بِهَا فِي أَعْلَى الْجِنَان
( وَلِكُل دَرَجَات مِمَّا عَمِلُوٓا )
ذَهَب مُعَلِّمِنَا شَهْر الْخَيْر وَمَعَه مِفْتَاح الرَّيَّان رُحْمَاك رَبِّي كَيْف خَسِرْنَاه
ذَهَب مُعَلِّمِنَا شَهْر الْرَّحْمَة يَحْمِل كَنْزَا ثَمِيْنَا بِالْعِتْق مِن الْنِيَرَان رُحْمَاك رَبِّي كَيْف فَقَدْنَاه
ذَهَب مُعَلِّمِنَا شَهْر الْصَّبْر يُوَدِّعَنا بْأَسَى حَسَرَاتِنا رُحْمَاك رَبِّي مَالَّذِي أَهْمَلْنَاه
ذَهَب مُعَلِّمِنَا شَهْر الْجِنَان لِيَرْفَع أَعْمَالُنَا لِمَوْلَاه رُحْمَاك رَبَّنَا مَالَّذِي عَمِلْنَاه
ذَهَب الْحَبِيْب وَلَن نُضَمِّن لِقَاؤُه بَعْد عَامِنَا هَذَا
تَذَكَّرْت رَحِيِل الْمُصْطَفَى صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم
حِيْنَمَا قَال لِأَصْحَابِه فِي حَجَّة الْوَدَاع ( لَعَلِّي لاأَلْقَاكُم بَعْد عَامِي هَذَا )
أَحِبَّتِي فِي الْلَّه :
أَزِف رَحِيِل هَذَا الْشَّهْر الْكَرِيم فَهَاهُو يَطْوِي بِسَاطِه وَيُقَوِّض خِيَامَه
وَيَشُد رِحَالَه وَكُل الْنَّاس يَغْدُو فَبَائِع نَفْسَه أَو مُعْتِقُهَا
الْلَّهُم تَقَبَّل مِنَّا الصِّيَام وَالْقِيَام وَصَالِح الْأَعْمَال
الْلَّهُم مَاوَجَدْتُه مِنَّا مِن تَقْصِيْر فِي هَذَا الْشَّهْر الْكَرِيم فَتَجَاوَز عَنَّا يَاأَرْحَم الْرَّاحِمِيْن
وَمَاكَان بِفَضْلِك مِن صَالِح فَتَقَبَّلْه مِنَّا يَاذَا الْجَلَال وَالْإِكْرَام
الْلَّهُم اغْفِر لَنَا جَمِيْعَا وَارْحَمْنَا وَاجْمَعْنَا فِي دَار كَرَامَتِك وَمُسْتَقَر رَحْمَتِك
الْلَّهُم بَلِّغْنَا رَمَضَان أَعْوَامَا عَدِيْدِه وَسِنِين مَدِيدَه
الْلَّهُم أَعْتِق رِقَابَنَا مِن الْنَّار
الْلَّهُم أَعْتِق رِقَابَنَا مِن الْنَّار
الْلَّهُم أَعْتِق رِقَابَنَا مِن الْنَّار
وُصِل الْلَّهُم وَسَلِّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد وَآَلِه وَصَحْبِه
وَكُل عَااام وَانْتُم بِخَيْر
محبكم غريق ":/،
ـ