بنات الجواء

اهلا وسهلا ..,

..,

نور المنتدى بوجودكم معنا ..,

..,

اذا كنت قد سجلت بالمنتدى فالرجاء قم بالدخول ..,

..,

وان لم تكن قد سجلت فسارع بالتسجيل


كم نسعد بوجودكـ معــنـا

سجل ماراح تندم

تحياتي jojo

لا اله الا الله محمد رسول الله

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بنات الجواء

اهلا وسهلا ..,

..,

نور المنتدى بوجودكم معنا ..,

..,

اذا كنت قد سجلت بالمنتدى فالرجاء قم بالدخول ..,

..,

وان لم تكن قد سجلت فسارع بالتسجيل


كم نسعد بوجودكـ معــنـا

سجل ماراح تندم

تحياتي jojo

لا اله الا الله محمد رسول الله

بنات الجواء

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احلى بنات


3 مشترك

    الوان الطيف

    الــمجهوله
    الــمجهوله
    عضو فعال
    عضو فعال


    عدد المساهمات : 158
    نقاط : 283
    تاريخ التسجيل : 18/08/2010
    الموقع : فـيــ قلــب الجــواآآاء
    المزاج : فـــــــ ـــــ ــــــــررري

    الوان الطيف  Empty الوان الطيف

    مُساهمة  الــمجهوله الجمعة أغسطس 20, 2010 5:32 pm

    بسم الله الرحمان الرحيم لا الاه الا الله ألوان الطيف
    للكاتبة: المجهووله


    (في البداية أحببت أن أقول أن اللغات المختلفة واللهجات ألغيت لتكون الكتابة فقط بالعربية.. وان مر أي جزء بدت فيه أن العربية غير مقبولة أو انه من المفترض أن يكون بلغه أخرى فأرجو منكم تقبلها مني)

    أشرقت شمس الصباح لتعلن عن نهار جديد.. بعيدا عن ارض الوطن..
    ريم : استيقظي رغد .. كفاك نوما .. أريد الخروج..
    رغد: يا الهي كل صباح ستسمعينني نفس الكلام..
    ريم : رغد أرجوك .. تعلمين انني لن استطيع الخروج بدونك..كما انه لم يبقى لنا الكثير هنا.. فقط يومان .. لا تضيعيها على ..أرجوك..
    رغد : كفاك تذلل سأستيقظ .. لا تبكي..
    ارتمت عليها تقبلها وتتداعب معها..برب
    ريم : أنت أفضل ابنة عم بالعالم.. بل أفضل صديقه بالكون..
    رغد : ابتعدي عني وإلا غيرت رأي ..
    ريم : حسنا .. انهضي واستعدي..
    رغد : هل استيقظ عمي وعمتي..
    ريم : منذ مدة وهما يتناولان الإفطار في الأسفل ..
    رغد : ولما لم تنزلي معهما..
    ريم : انتظرك..
    رغد : هل أنت جائعة ؟؟
    ريم : كثيرا..
    رغد : أسفه ريم لأنني أخرتك..
    ريم : استعدي بسرعة وساعدني كي ننزل.. لا داعي للاعتذار ألان فهو يأخذ وقتا ومعدتي لن تتحمل ..
    رغد بعد أن رمت بوسادة السرير على ريم : أنت دوما جائعة ..
    ريم : تبا لك .. (وأعادت الوسادة برميه إليها ..(رغد عندما نعود سأفتقدك ستعودين لبيتك .. وسأكون لوجدي..
    رغد : من يسمعك يقول أن منازلنا بعيده عن بعضها .. وأننا لا نرى بعضنا إلا بالمناسبات..
    ريم : ربما منازلنا متجاورة فعلا .. ونحن يوميا نتقابل .. لكن أنتي هنا معي في نفس الغرفة ..
    تزعجينني أثناء نومي بحديثك وأنت نائمة .. وسقوطك من السرير ..
    رغد : ياحقيره ..أنا التي تتحدث في نومها..
    ريم : من إذا .. أنا..
    رغد : اجل أنتي ..
    رن هاتف الغرفة فجأة ليقطع عليهما الحديث ..
    رغد : نعم .. من المتحدث ..
    راكان : صباح الخير رغد ..
    رغد: صباح النور راكان..
    راكان: أين أنتما .. والداي يسالان عنكما..
    رغد: سننزل حالا ..
    راكان: بانتظاركم ..
    رغد : شكرا..
    راكان: علاما الشكر..
    رغد : يكفي راكان سننزل ..
    وأقفلت الخط قبل أن تسمع الاجابه..
    ريم: لما تحدثيني أخي بهذه الطريقة..
    رغد: أخوك مغرورا يظن نفسه وسيما..
    ريم : أخي مغرور .. حسنا ماذا يريد..
    رغد : عمي يسال عنا دعينا ننزل..
    ريم : أنا جاهزة وأنت ..
    رغد : جاهزة ..
    نزلت ريم ورغد لتناول الإفطار مع بقيه أفراد أسرة ريم ..
    (ريم هي الابنة الوحيدة للعائلة في العشرين من عمرها .. ولها شقيقين راكان وريان.. وكلاهما اكبر من ريم.. أما رغد فهي ابنة عم ريم الأكبر محمد وصديقتها المقربة .. (
    وبعد الإفطار استأذنت ريم ورغد وخرجتا للتسوق وإكمال أغراضهما الناقصة قبل السفر الذي اقترب موعده..
    الكل في تلك المنطقة كان يعرف ريم ورغد جيدا لأنهما في كل سنه يأتيان إلى نفس المنطقة مع الأسرة وقد اعتادت أسرة رغد التواجد معهم لكن هذه السنة حصل ماغير الأمر لكن رغد لم تفترق عن صديقتها.. أثناء تسوقهما لم يتركا شيء لم يشترياه وكله بإمرة رغد وريم مرافقتها ..
    ريم : رغد يكفي لقد تعبت وأنت تجرينني ورائك
    رغد: لا باس ريم بقي القليل
    ريم: نكمل غدا .. وان أردتي تعالي مع راكان لتكملي أما أنا فقد اكتفيت
    رغد: ماذا ؟؟ أنا أتي مع راكان
    ريم: اوه يا الهي متى ستكبرين.. مع راكان أو ريان أو حتى أبي .. أعيديني ألان إلى الفندق وإلا شكوتك لهم
    رغد: ريم فقط أخر متجرين
    ريم: قلت لا..
    رغد: إذا واحد فقط.. سآخذ القبعة واخرج .. لن أتأخر .. وان أردتي انتظريني خارجا ..
    ريم: سأنتظرك هنا لا تتأخري
    رغد: وهل ستكونين بخير
    ريم: لا تقلقي.. لست طفله..
    دخلت رغد لتأخذ حاجتها من المتجر وبقيت ريم خارجا وهي تتكئ على الجدار الخارجي.. وبعدها سمعت صوتا يناديها.. كان شبيها بصوت العجوز بائعة الورود.. فلحقت بالصوت وأمسكتها العجوز من يدها..
    العجوز: ريم .. يا صغيرتي .. ألن تأتي لتأخذي وردتك كالمعتاد
    ريم : آه بلى .. كنت سامر عليك عندما تنتهي رغد..
    العجوز : وأين هي رغد..
    ريم: تأخذ حاجة لها من المتجر ..
    العجوز: حسنا لذا أنت وحدك..
    ريم: هل لي أن اخذ وردتي..
    العجوز: طبعا يا صغيره.. أي لون تريدين..
    ريم: الجوري الأحمر..
    العجوز: جميل .. كخديك المتوردين..
    ريم وقد زاد خجلها واحمرار خديها أكثر : شكرا..سأذهب لأرى رغد لقد تأخرت..
    العجوز: انتظري هنا وسأناديها عندما تخرج يتضح من هنا المكان الذي كنت تقفين عنده
    ريم: لا تقلقي سأذهب
    ريم لم تستمع لما قالته لها العجوز وحاولت أن تعود من حيث أتت لكنها اختارت الوقت الخاطئ فعندما أعطت العجوز ظهرها كان قد فات أوان التحذير واصطدمت بشاب كان يحمل بيديه بعض الأكياس ويسير مع صديقه
    تناثرت أغراضه على الأرض .. وسقطت منها الوردة التي كانت قد أخذتها .. وتناثرت الشتائم عليها من الشاب الذي بدا من صوته .. انه من نفس جنسيتها .. قال كلاما بجميع اللغات .. وكل ما فعلته هي أنها انحنت لتلتقط الوردة التي لامست أصابع قدمها وانتصبت واقفة تنتظر من يأتي لإنقاذها من هذا الموقف الذي وقعت به.. كان رأسها على الأرض والشاب الوقح لم يكف عن الشتائم .. وأحست أن حولها أناس يجتمعون .. أحست بحرج كبير..
    الشاب: ماذا ؟؟ ألا ترين ؟؟ أتعتقدين أن الشارع ملك لك وحدك؟؟ اانت غبية ؟؟ تمشين دون هدى؟؟ أم أن غرورك لم يسمح لك برؤيتي وأنا قادم؟؟ ربما عمدتي أن تفعلي ذالك..أتريدين مني أن أتغزل بجمالك؟؟ أنت عمياء..
    ريم:.............. ظلت صامته..
    الشاب: أأنت خرساء؟؟ يا الهي !! خرساء وعمياء.. هههههه.. مسكينة أنت..ألا أجد عندك كلمة اعتذار عما سبته لي..
    بدر: فهد يكفي ..
    تسلل إلى مسامعها صوت شخص أخر ربما يعرفه .. أو ربما هو صديقه
    أين أنت يا رغد .. أكل هذا الوقت لشراء قبعة..
    فهد: بدر أرجوك؟؟ ألا ترى كم تدعي البراءة حتى أنها لم تعتذر؟؟
    بدر: فهد أنت غاضب وكنت تسير بعصبيه لا تحملها الذنب
    فهد: لا تدافع عنها بدر فهي غبية وتعمدت أن تؤذيني لو أني وقعت لكسرت ساقي
    بدر: ولو وقعت هي لكسرت ساقها..
    فهد موجها كلامه للاثنين : لن أسير من هنا حتى تجمع أغراضي التي تناثرت بسببها وتعتذر..
    بدر: لما القسوة..
    سمعوا صوتا أخر يتدخل..
    رغد: مساكين هم شباب بلدي يفرضون سلطتهم في الخارج.. بدل أن تساعدها تجعل الكل يتفرج عليها..
    رغد متجهة لريم: أسفه ريم لم أكن اعلم انكِ ستقعين بالمشاكل بسببي
    ريم وهي تغالب دموعها حتى لا تبكي: أرجوك رغد خذيني للفندق..
    رغد : لا تخافي ..
    نظرت رغد حولها ورأت أكياس فهد المتناثرة جمعتها واتجهت إليه ..
    رغد: آسفون أننا عكرنا مزاج السيد ..
    فهد : ولما لا تعتذر صديقتك العمياء .. أم أن كبريائها لا يسمح لها.. صاحبه الجوري..
    رغد: هي لن تعتذر وأنت من عليك الاعتذار لأنك.....
    صرخت ريم
    ريم: رغد أرجوك يكفي وأخرجيني من هنا.. وأنا أسفه حقا يا سيد أن كنت قد أزعجتك..
    سارت ريم على غير هدى وتبعتها رغد.. رأت دموعها تسيل على خديها الورديين وكل هذا بسببي..
    رغد: أسفه عزيزتي..
    ريم : ليس ذنبك.. وهو على حق .. أنا عمياء ..وليس من حقي العيش بهذا العالم..
    رغد: ريم حبيبتي لا تقولي ذلك..
    ريم: هذه هي الحقيقة ..
    بعد أن رحلت ريم ورغد بقى فهد وبدر في مكانيهما يستمعان إلى الناس من حولهما.. كان هناك من يسبهم وأصحاب المتاجر على وجوههم الضيق.. سمع عبارات مختلفة.. غبي.. أعمى.. مغرور.. لكن لما.. هي من أخطاء
    فهد: لم ينظر الكل إلي بهذه الطريقة..
    بدر: ألا تعلم.. أم انك نسيت ما فعلت..
    فهد: لم افعل شيئا هي من اخطأ..
    بدر: لكنك قلت كلاما لا يجوز أن يقال .. وتماديت في أهانتها.. وهي بدت بريئة وعاجزة أمامك
    فهد: أرجوك كل الفتيات هكذا.. يظهرن الطيبة والبراءة..
    بدر: بدا أنها هادئة ورقيقه كالوردة التي تحملها..
    فهد: أحقا كانت تحمل ورده.. لم أرها..
    بدر: لأنك كنت غاضب.. أم انك نسيت انك قلت لها يا صاحبة الجوري..
    فهد : حقا..
    كانت العجوز بائعه الورد تحس بالذنب لما أصاب ريم فهي من جعلها تسير لوحدها وهي من دعاها..
    اتجهت للشابين اللذان كانا جالسين يتناولان القهوة بعد ما جرى لهما في مقهى قريب من المكان..
    العجوز: مرحبا..
    بدر: أهلا بك سيدتي..
    ابتسمت فهو يبدو هادئا أكثر من صديقه فتجرأت لتفتح حديثها...
    العجوز: أنا أبيع الزهور في هذا المكان منذ سنين.. واعرف كل زوار هذا الشارع.. وقد سبق ورأيتكما مرة خلال هذا الأسبوع.. لكن يبدوا انه ليس لأي منكما حبيبه يشتري لها الأزهار لذلك لم تروني..
    ضحك الاثنان..
    فهد: أنها ثرثاره.. وتبدو طيبه.. (قال موجهه حديثه إليها) عندما أجد حبيبه سآتي لأخذ لها ورودا من عندك..
    العجوز: ألا تشترون الورود إلا إذا أحببتم.. ألا تحب الورود..
    بدر: بلى نحبها لكن هي للفتيات..
    العجوز: هكذا إذا.. لذا ريم ورغد يأتيان كل يوم ليشتريا مني.. أنهما أكرم منكما..
    فهد: ومن هما ريم ورغد هاتين..
    العجوز: الفتاتان اللتان تشاجرتما معهما..
    بدر: آه أن لديك عينين قويتين وأذنا جيده لتسمعي وتري ما يجري..
    العجوز: الشجار كان قرب عربتي ..ووقتها ودعتني ريم لتذهب لرغد وحصل ما حصل لها..
    بدر وهو يرى الفضول بعيني فهد لكن كبريائه يمنعه..
    بدر: وهل من اصطدمت بصديقي تدعى ريم ..
    العجوز: آه ..نعم .. وهي فتاة جميلة ورقيقه جدا.. رغم إني لم افهم ما جرى من حديث لكن بدا لي أن صديقك أخطى بحقها كثيرا ..
    فهد : هي عمياء.. ولا ترى طريقها.. عليها أن ترى جيدا قبل أن تمر حتى لا تتعرض للمشاكل .. هذه آداب سير وأنا لم اخطأ..
    العجوز: هي عمياء فعلا ولا ترى .. لا تقل لي انك قلت ذلك لها..
    علت الصدمة وجهيهما.. عمياء .. معقول..
    بدر: ماذا تقولين .. أهي حقا لا ترى..
    العجوز: نعم ..تعرضت بصغرها لحادث فقدت باثره بصرها وهي تأتي كل سنه بهذا الوقت محاولة إجراء ما يمكن لاستعاده بصرها..
    بدر: وكيف تعرفين أنت كل ذلك..
    العجوز: قلت لك.. هي تأتي إلى هنا كل سنه بعد الحادث.. والكل في هذا الشارع يعرفها ويعرف صديقتها وإخوتها.. لأنهم يأتون إلى هنا يوميا.. وهي تشتري مني الأزهار أيضا..
    بدر: ومن أخبرك بهذه القصة..
    العجوز: صديقتها رغد أخبرتني ذات مرة..
    بدر: وتأتي كل سنه للعلاج دون يأس..
    العجوز: هناك أمل بسيط.. وهي متعلقة به.. آه يا الهي إني أثرثر كثيرا.. ستغضب مني ريم ..
    عدني انك لن تخبرها إني أخبرتك..
    بدر: وهل أخبرتني بالصدفة أم انك تعمدتي..
    العجوز: هي لا تحب أن يعاملها احد على أنها عمياء.. ولأني أحببت أن تعرفا قدر خطائكما أخبرتكم بما حدث.
    بدر: شكرا لك..
    العجوز: عفوا .. ألن تشتري مني الأزهار الآن..
    بدر: حسنا أعطني واحده ..
    العجوز: شاب طيب .. شكرا لك..
    ذهبت عنهما ليسود الصمت فترة..
    فهد: أنا اكبر غبي.. كيف لم ألاحظ أنها لم تتحرك ولم تخطو خطوة.. حتى أنها لم تتكلم وترد علي شتائمي..
    بدر: لا باس حصل ما حصل وهذا درس لك كي لا تتسرع مرة أخرى..
    فهد: والحل..
    بدر: أي حل..
    فهد: أريد أن اعتذر..
    بدر: فهد دعها وشانها.. لا تسبب لها المشاكل مع إخوتها .. أظنك سمعت العجوز جيدا.. تأتي هنا مع أشقائها..
    فهد : لكن لا بد أن اعتذر..
    بدر: أنسى الأمر ودعنا نذهب إلى الفندق .. فانا أحس بالتعب وارغب بالراحة..
    رضخ فهد لرغبه بدر تفاديا منه للمشاكل وعادا إلى الفندق ليرتاحا.. في هذه الأثناء وصلت ريم ورغد إلى غرفتهما في الفندق ورمت ريم نفسها على السرير تبكي..
    كان بكائها مريرا.. ناتجا عن ضعف.. لم ترى رغد دموعها منذ مدة.. انهارت كل دفاعاتها.. كل قواها التي واجهت بها الكل.. كل شئ اختفى.. وحل مكانه ريم الحزينة.. التي لا ترى.. ريم الضعيفة... تلك التي كانت يوم تعرضت للحادث منذ عشر سنين.. لم تتحدث معها رغد.. تركتها حتى تهدئ لان أي كلمه قد تقال ربما تجرحها بطريقه أو بأخرى.. رئتها تبكي حتى هدأت واستسلمت للنوم ..
    ريم بكت حتى تعبت لم تكن ندري لم كل هذا البكاء.. تعرف انه لم يقل شيئا جديدا..وهي مقتنعة بحالتها منذ البداية ..وربما هو لا يعلم أصلا أنها عمياء.. لكن الضعف الذي تحملته عندما اخبرها الطبيب أنها بحاجه لعمليه بعد أن تجاوزت العشرين وان الأمل ليس كبيرا قد ظهر.. يومها ابتسمت لأبيها والطبيب.. خافت من ما سيصيبها.. دفعها والدها للتفكير حتى تتحمل هي مسؤولية القرار.. هو لن يطيعها إذا رفضت.. ولن يخاطر بها والأمل ضعيف.. لكنه ترك لها مجال التفكير.. لتتحمل فيما بعد أي نتيجة ولا تكون الصدمة قويه..كم كان والدها عظيما وقتها..
    قال لها (صغيرتي .. هو أمل.. وما أجمل أن نعيش مع الأمل.. لكن أنت الآن تعيشين.. وبعد العملية ستعيشين.. لكن بدون أمل.. وهذا مالا أريده.. فكري جيدا.. إن نجحت فهو شئ رائع وسترين من بعدها الدنيا وتمارسين حياتك كما كنت تفعلين.. أما إن فشلت وعليك أن تفكري بهذا الاحتمال أكثر من الأخر.. فستعيشين وتمارسين حياتك.. وكلنا معك.. وحتى الأمل لابد أن يبقى معك.. فالطب يتطور.. والدنيا من حولنا تتطور.. لكن لن يخدمك بدون الأمل.. أبقيه دوما معك.. وتذكريني جيدا.. أنت لست عمياء.. فقلبك يرى.. وعقلك يرى.. وكثيرون هم من يبصرون لكن عقولهم وقلوبه عمياء.. فكري جيدا أي بصيرة تريدين.. معك ست أشهر .. وهو وقت كاف .. سمعت الطبيب .. لن تكون مفيدة إلا بعد ست أشهر من الآن.. وفيها يفعل الله ما يريد.. و تكونين قد اتخذت قرارك.. فكري بمهل فهو مصيرك عزيزتي(
    يومها هي لم ترد .. ولم تنطق بكلمه .. سمعت والدها دون أن تنطق..حتى أنها لم تبكي أو تفكر ..تمنت أن يتخذ هو القرار .. لكنه مصيرها وقد تركه بين يديها.. ااااه لو كنت أرى لما تركت ذاك الأبله يعرضني لمثل ذلك الموقف .. ربما هو أعمى أكثر مني كما قال أبي.. لم تستطع أن تقرر بحالتها.. ولا حتى أن تحادث رغد .. فاستسلمت للنوم الذي يداعب أجفانها المتعبة.. ونامت.. بعدها سمعت رغد هاتف الغرفة يرن وكان ريان يطلب منهما النزول للغداء.. نزلت لوحدها وتركتها تنام بهدوء..
    عندما وصلت سألها عمها عن ريم لكنها اعتذرت بأنها متعبه قليلا بعد التسوق عندما صعدا جلست قليلا مع ريان وراكان.. تناولوا الشاي سويا ثم صعد راكان وبقيت رغد وريان..
    ريان: تبدين متضايقة أهناك مشكله.. أم انك لا تريدين العودة..
    رغد: بصراحة ريان ..
    ريان: ماذا جرى لكما.. واين ريم..
    رغد: اعرف أن عقلك اكبر من سنك..
    ريان: تقصدين راكان..
    رغد : أنت مثل نايف.. واعرف انك ستتفهم الأمر.. وأنا أريد نصيحتك.. فأنا لا اعرف كيف أتصرف..
    ريان بقلة صبر : رغد بدون مقدمات .. أوجزي..
    رغد: ببساطه.. عندما كنا في الخارج اصطدمت ريم بشاب .. وأهانها.. وقد بكت حتى نامت .. وأنا لا اعرف كيف أتصرف..
    ريان : لحظه ..لحظه بهدوء .. احكي لي ماجرى لها بالتفصيل..
    حكت له كل ماجرى لهما ..
    رغد: ماذا افعل الآن..
    ريان: انسي الأمر..
    رغد: أجننت ..
    ريان : لا .. ولكن ببساطه هو لا يستحق أن تجرح ريم لأجله.. فلا تحدثيها حتى لا تأخذها بحساسية وتتضايق..
    رغد: أتعتقد أن ذلك الأفضل..
    ريان : بكل تأكيد..
    رغد: حسنا سأفكر..
    ريان : لا تفكري بل نفذي ما قلت..
    رغد: أهذا أمر..
    ريان : أاستطيع أن أمر ابنة عمي العزيزة..
    رغد : هكذا إذا..
    ريان : رغد هل ستجاوبينني بصراحة على سؤالي..
    رغد: يتوقف على طبيعة السؤال..
    ريان : خاص قليلا..
    رغد: لا أعدك..
    ريان: لا باس .. أريد أن اعرف ما الذي جرى بينك وبين راكان..
    رغد: ماذا تقصد..
    ريان: تعرفين جيدا ما اقصد..
    رغد: لا شئ..
    ريان: وهل تعتقدين أني سأصدق..
    رغد: تتعب نفسك بالتفكير بأمر لا وجود له..
    ريان: حقا لكن تصرفاتك معه مختلفة..
    رغد: ربما لفارق السن.. كما أن شقيقك مغرور ..
    ريان : ليس أكثر منك..
    رغد بعصبيه : أنا غبية لأني أتحدث إليك..
    ريان: أنتي لا تستطيعين الاستغناء عني .. هذه هي الحقيقة..
    رغد: مغرور كأخيك..
    ريان : شكرا..
    رغد : سأصعد لارتاح أراك لاحقا..
    ريان: جهزي حقائبك أنت وريم فبعد غد سنعود للوطن.. وأنا اشتقت لأحبابي هناك ولا أريد أن أتأخر..
    رغد: أتريدني أن اخبرها عندما نعود انك اشتقت لها..
    ريان: لا تقلقي أنا سأخبرها..
    رغد: لن اسمح لك..
    ريان: أنت ليس لك سلطه عليها سأستأذن من عمي..
    رغد: أرى ذلك .. مغرور وجرئ.. هه .. وعاشق مشتاق..
    ريان: رغما عنك..
    رغد: جدال لا فائدة منه.. أراك لاحقا..
    صعدت رغد إلى الغرفة ووجدت ريم مستيقظة تتكئ على السرير..
    رغد: مرحبا..
    ريم: أهلا.. أين كنت..
    رغد: منذ متى أنتي مستيقظة؟؟
    ريم: سألتك أولا..
    رغد: بدا العناد.. تناولت الغداء .. وجلست لأشرب الشاي مع أخويك..
    ريم: أكنت مع راكان..
    رغد: لا مع ريان..
    ريم: اها .. سأخبر تغريد.. تجلسان سويا من ورائي..
    رغد: هي أختي وسأتفاهم معها.. لكن قولي لي أتغارين.. وجاوبيني على سؤالي الأول..
    ريم : لا ومما أغار .. وعلى سؤالك قبل قليل.. يا خائنه ذهبتي لتناول الغداء ولم توقظيني..
    رغد: كنت متعبه .. وتركتكِ لكي ترتاحي..
    ريم: لكنك تعرفين أني جائعة .. ومع الجوع لن أنام..
    رغد: أأطلب لك الغداء..
    ريم: إذا لم يكن لديك مانع..
    رغد: أكل هذا الأدب لأنك جائعة..
    ريم : آه .. متى سأعود للبيت .. وأتخلص منك..
    رغد: لا تقلقي بقي القليل .. تحمليني..
    نزلت دمعه على خد ريم..تلتها دمعه أخرى ورغد تراقبها دون أن تعرف ما الذي يجري ..
    رغد : حبيبتي .. ماذا هناك.. لما كل هذه الدموع..
    ريم وهي تغالب دموعها..
    ريم : اعرف أني أثقلت عليك .. أسفه رغد..
    رغد: أنت مدللة جدا .. وعلي أن أتحملك.. ريم أنت اعز صديقه لدي.. وأكثر من شقيقه.. لا تقولي ذلك حتى لا اغضب منك..
    ريم : لاكن..
    رغد: لا أريد أن اسمع المزيد.. أنت عندي فوق أي كلام.. فانا لن أجد صديقه أفضل منك ..يكفيني أني تتحملين قبحي.. وتقبلين السير بقربي..
    ريم : رغد روحك هي الجميلة .. وهي تفوق بجمالها جمال الملكات.. كما انك لست قبيحه ..
    رغد: احم .. احم.. أخجلتم تواضعنا..
    حينها انفجرتا بالضحك ونسيتا ما جرى .. بعدها طلبت الغداء وجاءهما هاتف من ريان يطلب منهما النزول لأنهم سيخرجون للتنزه سويا..
    في هذه الأثناء كان فهد وبدر يجلسان في ساحة الفندق ..
    بدر: فهد انظر هناك..
    فهد: ماذا..
    بدر: أتعرف الواقفين هناك..
    فهد: من تقصد..
    بدر: الشابين هناك.. قرب المصاعد..
    فهد: لا وماذا بهما.. توقعت انك تريد أن تريني شيئا أفضل..
    بدر: يا غبي الم تعرفهما..
    فهد بلا مبالاة: لا
    بدر: إنهما راكان وريان ابنا عم يوسف...
    فهد: من يوسف..
    بدر: اخو نايف..
    فهد: آه لم اعرف الأول لأعرف الثاني..
    بدر: تذكر فهد .. نايف شقيق زوجه أخي بندر..
    فهد :فهمت .. إذا فهما ابنا عم زوجه بندر..
    بدر: نعم..
    فهد: ولما لم تقل ذلك منذ البداية .. لما اللف والدوران..
    بدر: توقعت انك تعرف الشباب لذا لم أرد أن ادخل النساء بالأمر..
    فهد: جيد .. وما المطلوب مني الآن..
    بدر: ما رايك .. أريد أن القي عليهما التحية..
    فهد: افعل ماشئت..
    بدر: ألن تذهب معي..
    فهد: أنا..
    بدر: اعرف انك لا تحب الاختلاط كثيرا.. لكن هذه المرة لأجلي .. هما مرحين وستسعد بمعرفتهما..
    فهد: لا باس .. لأجلك هذه المرة فقط..
    بدر: شكرا لكرمك..
    فهد : عفوا..
    اتجها سويا إلى مكان وقوف ريان وراكان..
    بدر: مساء الخير..
    ريان: مساء النور.. عفوا كيف أخدمك..
    راكان: آوه .. مرحبا.. بدر .. هنا .. لا اصدق..
    بدر: أهلا بك راكان .. لكن يبدو أن ريان لم يعرفني.
    ريان :لحظه .. بدر .. كيف حالك.. أين أنت .. لم نرك منذ زواج اخيك..
    بدر: تعرف أني ادرس هنا وجئت وقتها فقط لأحظر الزواج وعدت لأكمل دراستي..
    راكان : أتمنى لك التوفيق وكم بقي لك ..
    بدر : بقي أربعه أشهر ..
    فهد : احم .. نحن هنا..
    بدر : آوه أسف.. أعرفكما فهد ابن عمي .. وهو صديقي ويدرس معي هنا..
    فهد : مرحبا سررت بمعرفتكما..
    راكان : أهلا بك فهد .. ونحن اسعد ..
    ريان: أهلا بك فهد.. وما أخبار الدراسة معك..
    فهد : جيده .. بقى القليل..
    ريان : بالتوفيق..
    بدر: ما رأيكما أن نجلس قليلا.. لقد اشتقت للبلاد وأود أن اعرف أخبارها منكما..
    راكان: بالتأكيد..
    ريان : من حسن حظنا أنكما في نفس فندقنا .. لكن لماذا أنتما هنا..
    بدر: نحن ندرس في منطقه أخرى لكننا نأتي بين فترة وأخرى إلى هنا للراحة..
    راكان : أحس بسعادة كبيره برؤيتكما.. فمنذ أتيت إلى هنا وأنا افتقد جو الأصدقاء..
    فهد: لماذا ..ألستما مع الأصدقاء..
    ريان: لا فنايف ويوسف لم يأتيا هذه السنة معنا..
    بدر: سمعت شيئا من ذلك.. ربما هي ظروف عمل ... فقد كنت أمل برؤية شقيقي..
    راكان: آه ربما يأتي بندر مع عروسه.. اخبرني بذلك بأخر اتصال بيننا .. لكن مع الأسف لن الحق عليه..
    ريان: وماذا يريد بك سيكون مع عروسه..
    بدر : حقا .. جيد..
    راكان: لا تنسى أن عروسه ابنة عمي .. لن تغضب مني.. ثم أي عروس ولهما ألان قرابة الثلاث سنوات..
    ريان: لو سمعك سيغضب .. فهو يعتبر نفسه عريسا حتى ألان ..
    راكان : يبدو أن ابنة عمي سحرته بقوه ..
    علت ضحكات الشباب في الوقت الذي نزلت فيه رغد وريم من المصعد..
    ريم: ما هذا الإزعاج..
    رغد بعد أن ألقت نظرت على المكان: إنهما أخواك..
    ريم : من معهما..
    رغد : لا ادري .. شابين .. لكن ليسا واضحين من هنا..
    ريم : دعينا نقترب حتى يلحظا وصولنا..
    رغد : حسنا رغم أني أخاف من النتيجة..
    ريم: لا تقلقي..
    اقتربت الفتاتان أكثر وسمعتا أصوات الشباب بوضوح ووقتها لا حظ راكان وصولهما..
    فهد : ومتى ستعودون للبلاد..
    ريان: بعد غد..
    عندما سمعت ريم صوت فهد تجمدت مكانها محاولة عدم التصديق.. هل هو هنا فعلا..
    راكان غمز لريان حتى يلاحظ وجود الفتاتين وينهض ليحدثهما..
    استأذن ريان ولحقته أنظار الشباب لتفاجأ بوجود ريم ورغد معهما في نفس المكان لا بل إنهما شقيقتا صديقيهما..
    اخفض فهد نظره حتى لا يحرج صديقيه.. ووصل ريان لهما..
    ريان: ماذا تفعلان هنا..
    رغد: أنسيت انك دعوتنا للنزهة .. وبعدها لتناول العشاء..
    ريان : حسنا مازال الوقت مبكرا انتظرا قليلا..
    ريم: ريان ماهذا..
    ريان: فقد دعينا نعتذر منهم ..
    ريم: ومن هما..
    ريان: وما شانك..
    ريم: فضول .. ممنوع..
    ريان : لا ليس ممنوعا.. امممم .. إنهما بدر شقيق بندر زوج أختك يا رغد .. وابن عمه فهد..
    رغد: اها الذي يدرس هنا.. سمعت عنه .. لكني لم أره من قبل (ولرغبتها باغاضه ريان) إذا فهو قريبي.. سأذهب لأسلم عليه..
    ريان: أأنت مجنونه..
    رغد: ولماذا..
    ريان: من سيسمح لك..
    رغد : لا احد.. تعرف هو مسكين .. ووحيد في الغربة .. سأطمأن عن أحواله حتى يعرف أن هناك أهلا يهتمون به ..
    ريان: لا تقلقي ليس وحيدا معه ابن عمه..
    رغد: أصبحا اثنين .. لا باس هما في غربه .. ومن المفروض أن الأهل في الغربة يتزاورون..
    ريان فهمها : معك حق .. تعالي معي لتسلمي عليهما..
    رغد بصدمه : ماذا .. لاباس .. اذهب وسألحق بك..
    ريان: انتظرا هنا وإياكما والحراك..
    ريم التي كانت صامته ولم تبدي أية حركه أثارت فضولهما ..
    ريان : مابك ريم ..
    ريم : لا شئ هيا لا تتأخر علينا..
    ريان : لن اتاخر..
    ابتسمت له ابتسامه أراحته .. بعدها ذهب إلى الشباب واعتذروا منهم واتفقوا أن تكون أخر ليلة لهما معهم ..
    خرجوا سويتا ليتنزهوا ثم ليتناولوا العشاء كما هو متفق..
    في الفندق وقد ساد الصمت فتره..
    بدر : أمعقول إنهما شقيقتا ريان وراكان..
    فهد : لا اعرف .. لكني عندما رايتها أحسست بذنب اكبر..
    بدر : انس الأمر.. كم هي الدنيا صغيره فعلا..
    فهد : هي جميله حقا..
    بدر: فهد انتبه ودعك من أفكارك تلك..
    فهد : تعرف أني بعد ماحدث لي مع ندى لن أفكر بأي فتاة يكفيني جراح..
    بدر: ندى لم تكن ملاك وقد أخبرتك ونصحتك مرارا..
    فهد : اجل لم تكن ملاك .. وكل النساء سواء .. وأنا لم اعد أريد منهن شيئا.. وخصوصا من فتاة عمياء..
    بدر : مازلت كما أنت.. عقليه مقفلة لا تتعلم.. اسمعني جيدا.. لا تتعرض لهما بسوء..
    فهد : هما كما قالت العجوز صديقتان .. إذن فإحداهما أخت صديقيك والأخرى لا.. وربما ليس بينهم أي قرابة ..
    بدر: مهما يكن .. أنسى أمرهما..
    فهد: ولماذا غضبت..
    بدر: أرجوك يكفي..
    فهد :أأحببتها..
    بدر: أنت غبي.. والأغبى هو أنا لأني استمع إليك... تصبح على خير..
    فهد: استنام من الآن..
    بدر: النوم أفضل من البقاء معك..
    فهد : شكرا..
    بدر : عفوا..
    مر اليوم على الأبطال دون جديد.. واليوم التالي مر كالمعتاد حتى وقت القيلولة المفروضة بعد الغداء..
    في غرفه ريم ورغد..
    ريم: أسمعتي اخوي .. سيمضيان السهرة مع صديقيهما ويتراكاننا في الفندق..
    رغد: أف .. والمغيض أن عمي سمح لهما .. ولم تنجح خططنا ..
    ريم : اشعر بالغيض فعلا .. من أين جاءنا هذا البدر.. اشعر برغبة بضربه..
    رغد : بدر أم فهد ..
    ريم : ماذا تقصدين..
    أحست رغد أنها أخطئت فهي لم ترد أن تخبر ريم إنهما الشابين الذين تعرضا لها ..
    رغد : لا شئ ..
    ريم : رغد اتظنيني غبية.. صحيح أني لا أرى .. لكني اسمع .. وقد سمعت صوتيهما وهما يتحدثان مع راكان.. وعرفت أنهما نفس الشابين الذين تعرضا لنا..
    رغد: ريم أنا أسفه .. لم اقصد ..
    قاطعتها ريم : لا تعتذري عزيزتي .. فليس هناك أي داع لذلك ..
    رغد : أحس برغبة بالانتقام منه .. ليتني أخبرت راكان عنه ليهشم أسنانه..
    ريم : كم هو جميل.. بلحظه غضب تذكرت فارسها المغوار.. لم راكان وليس ريان..
    احمرت رغد قليلا : أنا قلت راكان يبدو انك سمعت بالخطاء.. اقصد ريان..
    ريم : مشكله أني لن أرى احمرار خديك.. أنت قلت راكان لان قلبك اراد ..لكنك تقصدين ريان.. فهمت..
    رغد : ريم يكفي .. تعرفين أن ما بيني وبين أخيك انتهى.. واصلا لم يكن هناك شئ .. لما تفعلين بي هذا (وانفجرت باكيه) أتستمتعين بإذلالي.. كلما حاولت أن أنسى ذكرتني..
    ريم وقد تبعت صوت بكائها واتجهت نحوها : رغد حبيبتي أنا أسفه.. صدقيني لم اقصد..
    رغد : هي الحقيقة.. أنا غبية.. وشقيقك أذلني.. طفله لا أصلح لحبه.. ماذا يظن هو .. من يحسب نفسه .. مغرور وسافل.. تلاعب بمشاعري.. وأنت الآن مثله..
    ريم وهي تصرخ: ماذا دهاك رغد .. أرى انك بدأت تهذين .. هو يوما لم يعاملك بتميز.. ولم ينظر إليك إلا بنظرة الأخت الصغرى.. حتى انه حاول الابتعاد عنك عندما عرف أفكارك تجاهه.. لم يعدك بشئ .. أنت من أوهم نفسه بكل شئ..
    رغد: قلت لك أنا غبية.. أوهمت نفسي بأنه يحبني .. حتى صدمني بهجره.. صدقيني ريم أحببته .. وكنت مستعدة لكل شئ لأجله.. لما قال عن حبي انه حب مراهقة واندفاع..
    ريم : فكري رغد هو على حق..
    رغد: لأنه شقيقك تقولين ذلك..
    ريم : ليس لذلك ودعيني أكمل لو سمحتي.. إن كنت تريدين أن ننهي الموضوع إلا الأبد ..
    رغد : أسفه .. تفضلي..
    ريم : رغد.. أي واحدة منا تمر بتلك المرحلة .. ولن اكذب وأقول أني لم أحب .. لكني أحببت فارس وهميا.. أراه بأحلامي.. لأني لن أراه بعيني .. أنت اخترت فارسك من الواقع.. وقتها تفوق راكان على من حوله.. الأخ الحنون.. الشاب المتفوق.. الفارس.. الكل كان معجب به من بين أقرانه.. ولأنه اقترب منا كثيرا.. أحسست أنت بتميزنا لديه.. وبدا يجذبك أكثر.. وكأنك عندما تتحدثين إليه أو عنه أمام فتيات العائلة المعجبات به تحاولين اغاضتهن.. أنت فعلا كنت تغيضينهن بكلامك عنه.. كان بالنسبة لك رهان.. وبدا انك خسرت الرهان عندما صدمتي بالواقع.. ربما راكان يحبك.. لكن لان أخي يومها كان قد تجاوز مرحله الطيش والمراهقة فهم ماجرى لك .. وانتظر حتى تكبري قليلا.. وتميزي .. إن كنت فعلا تحبينه .. أم انه مجرد حب مراهقة..
    رغد : ريم أنا...............
    ريم : أنت ماذا ؟؟ توقفت عن حبه.. أم انك كنت مقتنعة بكلامه وتكابرين.. حتى عندما تحدثتي قبل قليل تحدثتي بصيغه الماضي.. وكأنه انتهى.. وما اعرفه أن الحب الحقيقي .. لو جنت عليه العواصف وانهال عليه الغبار يبقى موجودا ولا يختفي.. وتصرفاتك مع أخي تدل على انك مازلت طفله ولم تكبري أبدا..
    رغد: انتهيتي..
    ريم : أثقلت عليك..
    رغد : ربما لأنك تحبيني تقولين الحقيقة .. سأفكر وارى..
    ريم : جيد..
    رغد :سأنام الآن..
    ريم: وأنا ..
    رغد: نامي أيضا.. حتى نستطيع الخروج مع عمي في المساء..
    ريم : سأحاول..
    رغد: على فكرة من منا الأكبر..
    ريم : تدعين انك لا تعرفين.. أنت طبعا..
    رغد: إذا لما أحسست أني صغيرة أمامك.. كلامك يشعرني انك عجوز تجاوزت الخمسين..
    ريم : الخمسين يا ظالمه.. لكن تعرفين ربما ..لأني لا أرى أجد وقتا للتفكير.. ولأني اسمع من راكان قصص وحكايات مشابهه أحاول الاستفادة منها ..
    رغد: أنت محظوظة بشقيقيك .. على الأقل يعيرانك من وقتهما قليلا... ليسوا مثل إخوتي..
    ريم : لكنك نسيتي انه ليس لدي أي شقيقات .. بالمقابل لديك ثلاثة .. أكيد أنهن يفعلن معك أكثر من شقيقي.. كما أن الأخت أفضل من الأخ.. هل تعتقدين أني سأجرأ يوما واخبر راكان مثلا عن حبيبي الوهمي.. أو أني رغم علاقتي بريان ساتجرأ واخبره على الموقف الذي حدث لي.. وأستشيره بالأمر.. الأخت مختلفة.. صدقيني..
    رغد: (لم تعلم أني أخبرت ريان .. بالتأكيد ستغضب) معك حق.. أكيد أن هناك اختلاف .. وربما مميزات..
    ريم : نامي الآن ..
    رغد : حسنا..
    ناما قليلا وبعدها خرجا مع راشد وزوجته حنان(والدي ريم) للتنزه..أما الشباب فقد امضوا سهرة ممتعه.. تخللها اللعب والضحك .. وتذكر بعض المواقف الذي حدثت لهم .. بعدها ودعوهم وذهب كل منهم لينام حتى يستيقض بوقت مبكر لرحله العودة لان فهد وبدر أصرا على إيصال العائلة إلى المطار لتاديه واجب عليهم..
    في الصباح .. في غرفه ريم ورغد..
    رغد: استيقظتي ريم..
    ريم : اجل .. صباح الخير..
    رغد : اليوم سنعود.. أحس بالسعادة .. فقد اشتقت لأهلي..
    ريم : وأنا مثلك .. اشتقت لصور اسمعها ولا أراها ..
    رغد : لم اليأس والحزن ريم..
    ريم: لأني مللت .. كل سنه.. تستقبلي نفس الأصوات المتعاطفة.. صدقيني مللت..
    رغد : هذه المرة مختلفة .. فالأمل اكبر.. وهناك حل..
    ريم : اجل هناك حل لكني خائفة..
    رغد : حبيبتي .. استيقظي لنتجهز حتى لا يغضب منا ريان .. فهو مشتاق ..
    ريم : مشتاق.. كلنا مشتاقون .. رغم أن أحبابنا معنا..
    رغد: ماذا تقصدين..
    ريم: لا شيء.. فلنتجهز..
    بعد ربع ساعة وصلهما هاتف ريان يطلب منهما النزول.. كان الكل ينتظرهما بالأسفل..
    عندما وصلت رغد وريم للأسفل لاحظت رغد وجود فهد وبدر أحست بالضيق لكنها لم تبين لريم الأمر وحاولت أن تتجنبهما حتى لا تلاحظ ريم أنهما موجودان .. لكن الذي لم تعرفه رغد وعرفته هي وريم عندما ذهبتا إلى راشد .. أن بدر هو من سيوصلهم للمطار بسيارته..وبالتأكيد فهد سيكون مرافقا له..
    رغد: لا تتضايقي عزيزتي..
    ريم: ومالذي سيضايقني.. هما لاشئ .. وان كان على ماسبق وحدث فهو أمر عادي وقد نسيت..
    رغد: أسفه .. لن أعيد ذكر الأمر مره أخرى..
    ريم : لا داعي لان تعتذري ..
    ركبوا السيارة واتجهوا إلى المطار.. كان الأحاديث خلال الطريق عاديه ..ولم تشارك بها ريم ورغد إلا إذا طلب منهما الرأي..
    بنظر فهد كان حديثها رائعا .. وأسلوبها في طرح أفكارها وأرائها مميزا.. تشبه باسلوبها أسلوب راكان.. لكن رقه صوتها جعلته يبدو أكثر أثاره..
    بدر كان يفكر بالأحداث التي مرت عليه خلال اليومين.. أحس برحيلهم بأنه سيفقد شئ ثمينا حصل عليه.. ربما الساعة التي أمضاها معهم في طريقه إلى المطار أعادته لجو العائلة التي افتقدها منذ جاء مع فهد ليكمل دراسته..
    تذكر أمه وحضنها الدافئ عندما رأى ريان حريصا على أمه .. يمشي معها ويبتسم لها.. وكيف كانت ترد عليه ابتسامته بدفء جميل.. اهتزت كل قوة لديه .. وعادت إليه أشواقه..
    أمي
    يا وطني الأبدي..
    لكم اشتقت إليك..
    اشتقت لدفئك وحنانك..
    اشتقت لكل معالمك..
    لضحكتك .. ودموعك..
    ااه ياوطني متى أعود لحظنك..
    هيجت عودتهم الأحزان.. بدأ يرى الظلام في الأشهر القليلة المقبلة.. ترى لما كل هذا التشاؤم الذي حل بي..
    رغد كانت تجلس خلف مقعد بدر .. وعندما رفعت عينيها لترى أمامها وقعت عينيها على المرآة.. ورأت عيني بدر.. أحست أن حزنا كبيرا يجتاحها.. تلك العينين الواسعتين.. تحمل سوادا اشد من سوادها.. غريب أن يكون شاب مثله بكل ذاك الحزن.. مالسبب .. هل يحب.. هل هو الحنين.. كانت تحس انه ينظر أمامه لكنه لايرى إلا الظلام.. وفجاءه سرى بجسدها رعشه غريبة عندما ارتفعت تلك العينين واصطادت عينيها.. خافت وكأنها سارقه.. أحست بلحظه أنها مذنبه أمام محكمه.. ينظر إلى عينيها وكأنه يبحر فيها.. كأنه يحملها رسالة.. ماالذي تريده تلك العينين منها.. لدقائق بقيت تراقبه وكان الزمن توقف منها.. هل ترك رحلته في عالم الظلام ونظر إلي.. أغمضت عينيها وكأنها تحاول أن تحتفظ بشئ .. تخاف أن تفقده.. بقيت على ذلك.. تريد أن تحفظ نظره بدر لها.. وترسمها في ذاكرتها.. فهي نظرة الغريق الذي يحتاج لمساعده..
    بدر أغمض عينيه في نفس اللحظة.. وكأنه يريد أن يحافظ على خيط النور الذي وجده في رحلة ظلمته.. تلك العينين كانت دليله لعالم الأحياء.. هي التي أعادته لرشده.. واعادة له ابتسامته.. ابتسم من أفكاره .. وأوقف سيارته معلنا عن نهاية رحلت أشواقه.. وربما ستكون بدايتها..
    وصلت الفان التي أقلت أبطالنا إلى المطار لتعلن لهم عن نهاية إجازتهم السنوية..
    ساعد ريان ريم لتنزل من السيارة.. وفي الجهة الأخرى مد راكان يده لرغد حتى يساعدها بالنزول.. كانت تنظر إليه بتفرس راكان أوسم من بدر.. لكن بدر يحمل بعينيه نظرةً أقوى.. لأول مرة يتفوق احد على راكان بنظرها.. لأول مرة لا تحس بالرعشة عندما تلامس يديها يد راكان.. هل يعني ذلك أنها توقفت عن حبه.. أو أن عيني بدر سحرتها.. ابتسمت لراكان الذي بادلها الابتسام.. كانت ترغب بالضحك على أفكارها.. يبدو أنها مازالت مراهقة كما قالت ريم..
    كان بدر قريبا وينظر لرغد وراكان.. أحس بالغيرة.. ربما ببراكان داخله سينفجر.. لما تبتسم له.. هو يعرف انه ليس شقيقها.. لكن من هي.. من هي تلك الرغد .. حوريه أتت لتسلب له عقله..

    دخلوا للمطار.. وانتهت الإجراءات .. في هذه الأثناء .. كانت ريم ورغد يتجولان بالسوق الحرة.. رئاهما فهد.. واتجه نحوهما.. ودون أي إحساس منه وقف أمامها يتأملها وهي تسير لوحدها بعد أن ذهبت رغد لتحظر علبة حلوى من الناحية الأخرى .. ودون أن تدري أو يحس هو اصطدمت به.. أحست بالدوار من رائحة عطره.. وكانت على وشك السقوط لولا أن يده امتدت إليها لتمنعها من السقوط ..
    ريم: أهذه أنت رغد..
    فهد : فهد أنا فهد..
    أحست بالرعشة عندما سمعت صوته حاولت تخليص يدها منه لأنه بقبضته يحرق جسدها.. أحست بالعرق يتصبب منها..
    فهد : أسف ريم ..
    ريم: لا داعي للأسف لم يحصل شئ... عن أذنك..
    فهد: ريم أنا اعتذر عن ذاك اليوم المشؤم الذي رايتك فيه..
    ريم: فعلا هو مشؤم .. لكن لاداعي للاعتذار.. قلت لك لم يحصل شئ ..
    فهد : لكني تجاوزت حدود اللباقة معك..
    ريم : وهل جئت لتعتذر لأنك حقا تجاوزت حدود اللباقة .. أو لأنك عرفت أني عمياء فعلا..
    فهد: ريم أنا لم............قاطعته..
    ريم: لم تقصد.. مفهوم.. لكن أرجوك يكفي.. حصل ماحصل.. ولا أريد التذكر.. لا داعي لمواساتي .. أنا اعرف أني عمياء وما فعلته كان خطاء.. أنا من يعتذر..
    فهد: لما تعاملينني بحساسية زائدة.. قلت لكي أني لم اقصد.. وإنني......
    ريم : أرجوك.. انتبه لنفسك.. من أنت حتى تفرض حدوداً أعاملك بها.. أنت مجرد صديق لعائلتي.. وربما قريب.. ولو كنت تعرف الأصول فعلا لما أوقفتني لتتحدث إلي خلسة بعيد عن أهلي..
    فهد: أردت أن اعتذر..
    ريم: لتصلح ما تعتبره خطاء وقعت بخطاء اكبر.. أنت بنظري كما أنت.. شاب متهور .. ولا أظن انك ستتغير أبدا..
    فهد: .............
    رغد وقد قاطعت حديثهما: أتوقع انك سمعت ما يكفي فهد.. ويكفيك جراح لنفسك ولها..
    فهد : أنا اجرحها..
    رغد : هي ليست مختلفة عنك.. أ لأنها لا ترى.. بنظري هي بصيرة أكثر منك.. فكر جيدا بنفسك.. لا أتوقع أن والدتك تحب أن تراك بهذه الصورة أبدا..
    ريم: رغد يكفي.. ليس هناك داع لأي كلام.. فهد متسرع قليلا.. لكنه سيراجع تصرفاته..آسفون فهد تأخرنا وعلينا الذهاب..
    فهد : أسف.. حقا أسف على كل ماجرى..
    أنظمت ريم ورغد للبقية ولم يكن هناك الكثير من الوقت لإقلاع الطائرة.. بعدهما بعشر دقائق جاء فهد وقد بدا من ملامحه انه طائر جريح قصت له أجنحته.. ودع الشباب بعضهم وتعاهدوا أن يكون اللقاء المقبل في ارض الوطن بعد أن ينهوا الفترة المقررة لدراستهم..
    ركبوا الطائرة وربطت الاحزمه .. وأعلن الطيار بداية رجلة العودة..كان بدر وفهد يراقبان إقلاع الطائرة ..
    فهد: أحس أن هناك أمور كثيرة في حياتي علي أن انظر لها..
    بدر: أحس أن شئ من داخلي ينتزع مع إقلاع الطائرة..
    فهد: ماذا تقصد..
    بدر: وماذا قصدت أنت..
    فهد: بدر..
    بدر: فهد.. فلنعد للفندق .. أريد أن ارتاح وأفكر..
    فهد: نسيت أن علينا العودة للمنزل لان غدا يوم دراسي..
    بدر: ليس لدي أي مشاكل.. فلنرحل..
    فهد: حسنا .. هيا بنا..
    في الطائرة..
    رغد: ريم اانت نائمة..
    ريم: لا
    رغد: لم أنت صامته..
    ريم: أفكر..
    رغد: من ورائي بمن..
    ريم : بنفسي..
    رغد: أتخدعينني..
    ريم: لما..ليس هناك أي داع لذلك..
    رغد: إذا كوني صريحة معي..
    ريم: وماذا تريدين أن تعرفي..
    رغد: هل احسستي بالحزن تجاهه..
    ريم: تجاه من؟؟
    رغد: فهد..
    ريم : ربما.. فانا اعتقد انه في مشكله ولم يجد من يساعده..
    رغد: ولم لم تساعديه..
    ريم وقد بادت شجارا بالايدي مع رغد: حقيرة..
    جاءهما صوت راكان من خلفهما..
    راكان: اهدئا قليلا واكبرا.. أمام الناس على الأقل.. نحن بطائرة..
    ريم ورغد: آسفتان..
    راكان بابتسامة عذبه : لاباس..
    وصلت الطائرة.. لينزل منها أبطالنا... ومع أول عبق لنسيم الأرض التي أنجبتهم .. أحسوا بالأمان.. إحساس افتقدوه خارجها.. وعندما انتهت اجرائات المطار.. اتجهوا للمنزل الكبير.. منزل العائلة.. الكل هناك بانتظارهم.. الجدة وأبنائها وأحفادها.. العائلة بأكملها.. العائلة التي سنبحر داخلها لنخرج أخيرا بألوان الطيف..
    الجدة موضي وأولادها محمد (أبو يوسف) والد رغد وحمد وسلطان الابن الأصغر.. ولبني أختهم الوحيدة.. وطبعا معهم أبنائهم.. باستثناء سلطان الذي لم يدخل للقفص الذهبي بعد..
    وبمجرد وصولهم استقبلتهم التراحيب والاحظان والدموع.. رغد رمت بنفسها مباشرة بحظن أبيها الذي افتقدته وبعدها اتجهت لوالدتها..
    هدى(أم يوسف): لما الدموع حبيبتي..
    حنان(أم راكان): يبدو أننا كنا نعذبها..
    رغد وهي تمسح دموعها: ليس القصد .. لكنني افتقدت أمي كثيرا..
    هدى: حبيبتي أنتي.. وأنا افتقدتك كثيرا..
    غدير(أخت رغد الكبرى): الأشواق والحب كله لرغد ونحن لا شئ..
    حنان : ألا يكفيك حب بندر ودلاله ..
    احمرت غدير خجلا: لكن دلال أمي مختلف..
    ريم: مشكله هم الطماعون..
    الجدة موضي: فعلا مشكله.. تعالي إلي ياصغيره .. فقد اشتقت إليك..
    ريم : وأنا أكثر جدتي.. الرحلة مملة بدونك.. والعجائز هناك سألونا عنكي كثيرا..
    الجدة: أنا عجوز يا شقيه..
    رغد: هي لم تقصد جدتي .. هم العجائز وليس أنتي..
    الجدة : هكذا إذا اشتغل محامي الدفاع..
    لبنى : نعم .. أمام ريم ورغد لا يستطيع احد الوقوف ..
    حنان : انتبهي يالبنى لا تصيبهما بعين..
    لبنى: أنا.. سامحك الله.. أأحسد ابنتي أخوي الجميلتين..
    نهى(ابنه لبنى وهي في سن ريم): وصلت ريم ورغد .. وبدا الإزعاج..
    رغد: بدل أنت تفرشي لنا الأرض بالورد هكذا يكون استقبالك..
    ريم: لا تعيريها اهتماما.. هي دوما تغار .. ليس جديدا عليها..
    لبنى: ألا تلاحظان أنكما تتكلمان عن ابنتي..
    نهى (تبكي بتمثيل): ارايت جدتي ماذا يفعلان حفيدتيك المفضلتين بي..
    الجدة: اخبريني لم تاخرتي..
    نهى: لم اتاخر .. المشكلة كانت من محل الحلويات ... كما أن غادة أصرت...
    رغد: غادة .. فعلا أين غادة..
    غادة(أخت رغد الصغيرة): أنا هنا..
    ركضت لترمي بنفسها بحظن رغد وتقبلها بعدها جاءت تغريد وهي أخت رغد الوسطى اكبر منها واصغر من غدير.. واحتضنت أختها ..
    تغريد: اشتقت لك رغد..
    رغد: وأنا أيضا..
    بعدها سلمت على ريم ووالدتها..
    غادة: اشتقت لك ريم..
    ريم: وأنا أيضا حبيبتي..
    الجدة: لما تاخرتي تغريد..
    تغريد: أسفه جدتي فقد أصرت غادة أن نمر على محل الزهور..
    الجدة: ولما..
    غادة: لان ريم تحب الزهور.. وتضعه دوما بغرفتها.. ومنذ أن ذهبت ذبلت أزهار غرفتها فاحظرت لها بديل عنه حتى تضعه..
    احتضنت ريم غادة: حبيبتي الصغيرة.. شكرا لك..
    غادة: أنت لست غاضبه.. صحيح جدتي..
    الجدة : سأسامحك هذه المرة.. تعالي إلي..
    ذهبت لتجلس قرب جدتها..
    رغد: أين الخالة مادلين (زوجه حمد(
    الجدة : ألا تعرفين أين هي.. كعادتها سافرت لأهلها..
    حنان: هداه الله .. وهل أخذت خالد معها.. فانا لم أره وقد توقعت أن يكون أول المستقبلين لنا ..
    الجدة: ااه حبيب جدته.. ذهب معها رغما عنه.. أجبرته الظالمة..
    ريم: لا عليك جدتي .. بالتأكيد ستعود..
    الجدة: لا أظن .. هذه المرة المشكلة كانت كبيره بينهما.. والضحية حفيدي المسكين.. لو رأيت كيف كانت عينيه وهو يودعنا..(وامتلأت عيناها بالدموع).. انتزعته كأنها تأخذ معها جزاء من جسدي..
    هدى : احمدي الله ياخاله انه صبي وليس فتاة.. وقد تربى في منزل أبيه وجده على الدين والصلاح.. ومادامت زرعته مستقيمة لن تنحني مهما هب عليها الريح.. وسيعود مهما طال الزمن..
    الجدة: سأنتظر عودته.. الغلطة كلها غلطة حمد .. من البداية لم يطعني وسار على خرافات ليس لها معنى.. قلت له لن تعيش بعيدا عن أهلها.. هي لا تصلح لنا .. لكنه أصر.. وهو الآن يعاني..
    ريم: لا تقلقي جدتي سيعود خالد.. وستفرحين بعودته كما فرحتي بعودتي.. أنا أحس بذلك.. انسيني انه أخي ..
    الجدة: ستظل فرحتي ناقصة حتى أراك تبصرين من جديد..(أحست الجدة من ملامح ريم أنها تضايقت وندمت أنها قالت هذه الكلمات(
    ريم محاولة رسم ابتسامه على شفتيها : بإذن الله جدتي..
    حنان : بإذن الله قريبا خالتي.. فالطبيب طمننا أن الأمل يزيد وبعد ست أشهر إذا وافقت ريم تستطيع إجراء عمليه قد تبصر بها بعدها..
    ريم : أمي..
    الجدة : الحمد لك يارب.. أسعدتني بهذا الخبر.. وسأدعو لها حتى يعود بصرها .. وتعود كما كانت أجمل زهرات العائلة..
    حنان : إذا هي ليست جميلة الآن ياخاله..
    الجدة : بل هي الأجمل.. هي عروس العائلة وليس هناك من يضاهيها..
    الفتيات بغضب : ماذا جدتي ونحن..
    الجدة : لستن كالريم..
    تغريد : نعم ريم .. جاءت وفقدنا تميزنا.. قبل يومين كنت أنا الأجمل..
    غدير: أصلا بندر يراني أجمل نساء الكون..
    رغد: مسكين بندر هذا مخدوع بك فهو لم يرى جمالي..
    نهى : كل منكن تخدع الأخرى.. أنا الأجمل فيكن فقد ورثت الجمال عن جدتي. .. صح جده..
    الجدة : أنت تشبهينني .. مسكينة تحلمين.. أنا عندما كنت بسنك كان كل فتيان الحي يتشاجرون للعب معي..
    رغد بهمس لريم : بدأت جدتكِ بتذكر طفولتها.. تراها تخدع من..
    ريم: اسكتي كي لا تغضب..
    الجدة: بماذا تتهامسان..
    رغد: هاه .. لاشئ..
    ريم: بلى جده تقول أنها أجمل مني.. واني أشبهك وهي تشبه جدتها من أمها..
    الجدة: إذا جدتها أجمل مني.. اذهبي واسألي جدك ليخبرك من هي غزال البلاد في السابق..
    نهى (وهي تكاد تنفجر من الضحك): من هي جدتي ..لن استطيع أن أسال اخبريني أنتي..
    الجدة: وكأنك لا تعرفينها..
    غدير: من هي جدتي..
    الجدة بعصبيه واضحة: طبعا أنا..
    انفجر كل من في الغرفة بالضحك على الجدة.. فازدادت عصبيتها وطردت كل الفتيات من الغرفة..
    في مكان أخر من المنزل الكبير .. وفي غرفه الجلوس المخصصة للرجال ..كان الإخوان الاربعه مجتمعون مع أولادهم يتحدثون عن أخر أخبارهم..
    (قبل أن نصل إليهم أحببت أن أقف معكم وقفة بسيطة حتى أسلط الضوء أكثر على أفراد العائلة فامنع اللبس..
    الأم موضي أرمله لها خمسة اولاد أكبرهم محمد يليه راشد وحمد ولبنى والأصغر هو سلطان..
    محمد (أبو يوسف) متزوج من هدى ولديه ولدين وأربع فتيات ترتيبهم (يوسف - غدير – نايف – تغريد – رغد –والصغيرة غادة عمرها تسع سنوات (
    راشد (أبو راكان) متزوج من حنان ولديه ولدين وفتاة كما سبق واتضح (راكان – ريان – ريم (
    حمد متزوج من أجنبيه تدعى مادلين لديها ولد واحد (خالد) تركته ورحلت مع ابنها عائده لبلادها.. خالد في نفس عمر ريم لا يفرق بينهما إلا أيام وقد أرضعته حنان مع ريم بطلب من الجدة موضي لان أمه امتنعت عن ذلك.. أي انه شقيق ريم بالرضاعة .. وهو مقرب لها كثيرا ..
    لبنى متزوجة من ابن عمها الوحيد ناصر ولديها ولد وفتاة (سلمان – نهى (
    وسلطان كما سبق وذكر أعزب .. (
    عند الرجال..
    محمد: ما أخبار رحلتكم ياراشد..
    راشد: الحمد لله استمتعنا..
    حمد: وماذا قال لك الطبيب عن ريم..
    راشد: هناك أمل أن تستعيد بصرها إذا أجرت عمليه بعد ست أشهر..
    محمد: ولما ست أشهر..
    راكان: ليكون جسمها مستعد للعملية عمي وتعطي نتيجة أفضل..
    محمد: بإذن الله ستنجح وتستعيد بصرها..
    ريان: الأمر متوقف على موافقتها أولا..
    يوسف: وهل من المعقول أن ترفض..
    راكان: ربما..
    سلطان : إن رفضت نجبرها..
    راشد: لن اجبرها على شئ.. حياتها وهي حرة بها..
    سلطان: لكن ياراشد..
    راشد: اسمعني ياسلطان.. ريم كبيره وعاقله .. وتستطيع أن تتصرف بحياتها وتختار الأفضل..
    حمد: معك حق ياراشد.. مهمتنا التوجيه .. وإرشادهم للصواب.. وهم عليهم اتخاذ القرار..
    راشد: أنا لن أنكر أني محتار أكثر منها.. لكن هي ستقرر في النهاية..
    ريان: لا تقلق أبي.. سنكون معها..
    راكان : على فكره عمي أين خالد لا أراه..
    حمد نظرة حزينة : ذهب مع أمه ليزور جديه..
    ريان : ومتى سيعود ..
    حمد : لا ادري..
    سلطان محاولا تغير الموضوع : لم تخبرني راشد ما أخبار الشقراوات..
    راشد: تعرف أني لا أحبهن.. لكنهن كل سنه يزدن..
    سلطان : هههه لا تحبهن أم أن أم راكان تحكم الحصار عليه..
    راكان : انتبه عمي لا تقرب أمي..
    نايف: تكلم مدلل أمه..
    راكان :مساكين هم من يغارون..
    بندر: هل يغار نايف منك..
    ريان: بالتأكيد.. فأخي أوسم .. ودوما يسرق منه الأنظار..
    بندر: لذا لا يحب أن يخرج معه..
    ريان: نعم هو كذلك..
    بندر: إذا ماذا سيحصل لك إن خرجت معي.. أو مع بدر.. لن يكون لك حظ أبدا..
    نايف: مغرور.. تريدني أن اخبر غدير عليك..
    بندر: لا أرجوك.. أنها تغضب بسرعة..
    يوسف: أرى أن أختي ترعبك..
    محمد: قويه بنت أبيها..
    بندر: لا أتجنب المشاكل..
    نايف: اها .. تتجنب المشاكل .. أرى ذلك..
    ضحك الجميع على بندر..
    راكان: على فكرة بندر رأينا بدر وابن عمك فهد هناك..
    ريان: حقا .. كانا معنا بنفس الفندق..
    بندر: غريب..
    راكان: قال إنهما يأخذان إجازة..
    سلطان : ربما يجربان حظهما مع الشقراوات..
    ريان: لكن الشقراوات فضلن سمارة راكان عليه..
    بندر: أرى ذلك.. ومغرور بأخيك..
    نايف: اولست قبل قليل تغتر علينا بأخيك..
    محمد: نايف دع عنك هذا الكلام واذهب إلى تغريد وأسالها عن الطعام.. دع عمك يتناول غدائه كي يرتاح..
    يوسف: لكن عمي ناصر وسلمان لم يأتيا بعد..
    محمد: اتصل بي ناصر قبل ساعة واخبرني انه لن يأتي للغداء وسيكون هنا مساءاً ليسلم على عمك بعد أن يرتاح..
    نايف: حسنا أبي بأمرك..
    عندما جاء محمد على ذكر تغريد ارتعش قلب ريان.. وتمنى انه هو الذي قام بهذه المهمة..
    طرق نايف باب الغرفة المخصصة لجلوس الفتيات بعد أن عرف أنهن موجودات هناك..
    غدير: من الطارق..
    نايف : احم هذا أنا..
    غدير : ادخل لا يوجد احد..
    غريق الاحزان
    غريق الاحزان
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 489
    نقاط : 668
    تاريخ التسجيل : 06/09/2010
    العمر : 37
    الموقع : دًٍآآآآرٌٍ،’بٌَِـِِّ/ـِِّوٍ مًـِِّ/تُِِّْعًٍـِِّبٌَِ:/،ـِِّ:/،
    المزاج : ـكًٍـًٍـًٍؤـًٍؤـًٍؤـًٍؤـًٍؤل

    الوان الطيف  Empty رد: الوان الطيف

    مُساهمة  غريق الاحزان الإثنين سبتمبر 06, 2010 9:02 am

    مشكووووووووووره

    ننتضر جديدك
    avatar
    وردة الياسمين
    عضو فعال
    عضو فعال


    عدد المساهمات : 158
    نقاط : 160
    تاريخ التسجيل : 17/10/2010

    الوان الطيف  Empty رد: الوان الطيف

    مُساهمة  وردة الياسمين الأحد أكتوبر 17, 2010 8:16 am

    شكرا

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 3:05 pm